رياضة الناصر البدوي: سننتدب تروسيي مجدّدا لو سنحت الفرصة..والجامعة عجزت عن التعاقد معه
هدأت نسبيا أزمة الانتقادات في النادي الصفاقسي رغم أن الاقصاء الحاصل ضد فيتا كلوب الكونغولي خلف ألما ووجيعة كبيرين لدى أنصار النادي الصفاقسي وجماهير الكرة في تونس عموما، الأن وبعد مرور المواجهة كان لا بد من معرفة بعض خفايا وتطوّرات الفترة الأخيرة التي فرضت بعض التغييرات كرحيل فيليب تروسيي والاستنجاد بغازي الغرايري كمدرب أول وأنيس بوجلبان مساعدا له.
وللغرض اتّصلت أخبار الجمهورية بالمدير الرياضي للنادي الصفاقسي وهو الناصر البدوي لاستقراء موقفه مما يحصل في نادي عاصمة الجنوب فتحدّث بقلب مفتوح وبصراحة لا متناهية عن ناديه.
البدوي قال انه ولئن كان الانسحاب مؤلما لكل "الصفاقسية" فانه لا بد من التعاطي معه كأي نتيجة أخرى لاصلاح الأخطاء، وأضاف محدثنا قائلا : "لسنا وحدنا في الساحة حتى نستحوذ على كل الألقاب، لقد اجتهدنا وأصبنا في أحيان وأخفقنا في حالات أخرى وتلك هي أعراف الكرة".
محدثنا واصل ليشير الى ما اعتبره نقطة مهمة حتى لا يوغل البعض في تقزيم النادي وضرب مجهودات لاعبيه واطاره الفني وادارته ليذكّر بنجاحات عديدة حصلت ومنها الفوز بلقب البطولة وكأس الكنفدرالية وخوض نهائيين متتالين في كأس تونس والمراهنة الى حد المربع الذهبي لرابطة الأبطال، علاوة على ما أشار اليه البدوي عن النجاح في ترويض ندونغ ومعلول ومنصر وشلوف وبن يوسف لتمديد عقودهم باعتبارهم رأس مال بشري هام اضافة الى انتداب كل من الخنيسي والدربالي والحناشي وغيرهم، وهذا لا يكون بمقدور أي كان وفق محدثنا.
البدوي عاد ليشير الى كل هذه النقاط حتى يكون التقييم لمجهود موسمين تقريبا موضوعيا ولا يقتصر على مجرد مقابلة قال انها لو تكرّرت مائة مناسبة فلن يستطيع فيتا كلوب الفوز بها لولا عكس الكرة بضياع فرص ساسي والدربالي وغيرهما..واستشهد محدثنا بالمرور الغريب لوفاق سطيف على حساب مازمبي بهدفين لم يكن أشد المتفائلين في الجزائر ينتظرهما...
تروسيي والانضباط
عرّجنا مع المدير الرياضي للنادي الصفاقسي عن حجم الكلام الذي تردد عن صدام تروسيي مع لاعبيه واعتماده فلسفة غريبة ساهمت في تبخّر الحلم، فبدا البدوي معارضا لهذه الفكرة وقائلا ان البعض تجنّى على "الكوتش" السابق متناسين أنه حل في فترة انتقالية بين موسمين ولا تحتمل الكثير من الصبر اذ خاض لقاء مصيريا ضد الترجي في غضون أسبوعين ولم ينل الوقت الكافي لاعداد تشكيلته للموسم الجديد.
البدوي ألح على بلورة هذه الأطروحة نافيا أن يكون دافع اعتباطيا عن الاسم المذكور بل انه استدرك ليضيف أن المنطق لدى خبراء الكرة يقتضي منح ثلاثة أشهر على أقل تقدير لأي مدرب كان في العالم لبسط تصوّراته الفنية، وهذا ما لم يحظ به تروسيي الذي داهمه الوقت وحدّة الرهان.
وذهب البدوي الى أكثر من ذلك ليقول ان اللاعبين يعترفون في قرارة أنفسهم بأن الفرنسي هو من أفضل المدربين الذين حلّوا بكرتنا وأنه ليس \"سحارا\" حتى يحقّق كل ما هو مطلوب منه في ظرف وجيز.
مسؤول السي أس أس قال أيضا ان الصدام اقتصر على البداية فقط بين مدرب جاء لفرض تصوّرات جديدة قوامها نبذ النجومية وفرض الانضباط، فيما كانت المجموعة تعاني من تراكمات سنوات طويلة على الكرة التونسية اجمالا وليس على على "السي أس أس" فحسب.
موقفي من الاختيار
في ظل كل شهائد الثناء التي أغدق بها البدوي على تروسيي،أعدنا طرح الاشكالية بطريقة مغايرة على البدوي بسؤاله ان كان مقتنعا خلال الصائفة باستقدام تروسيي الى ملعب الطيب المهيري، وان كان مستعدّا لتكرار الصفقة لو سنحت الفرصة فقال المدير الرياضي للصفاقسي: "رغم قوة الصدمة بخسارتنا للقب كنا نعوّل عليه كثيرا، الا أني مقتنع فنيا بأن تروسيي من أفضل من حلّوا بتونس، بل ان الجامعة التونسية لكرة القدم حاولت في ظرف ما انتدابه للاشراف على المنتخب وعجزت عن ذلك في حين نجح "السي.أس. أس" وهذا دليل على نجاح هيئة لطفي عبد الناظر والكلام دائما للبدوي.
هذا ما ننتظره من الغرايري وبوجلبان
ختمنا الدردشة مع الناصر البدوي بالاستفسار عن الانتظارات من التعاقد مع الثنائي غازي الغرايري وأنيس بوجلبان فقال ان التفاؤل يحدو الجميع في صفاقس بالنجاح خلال المرحلة القادمة باعتبار الاسمين المذكورين من أبناء النادي ويعرفان جيدا خفايا الفريق وانتظارات أحبائه..وهو ما لا يتطلب غير العمل فقط.
طارق العصادي
